Home Ads

الأربعاء، 14 أغسطس 2019

قصة الذئاب الفصل السادس عشر ( خطوبة.... و خداع !!)


انتصبت واقفة و رفعت الاوراق مرددة بذهول :
- ممكن افهم في ايه ؟! انت متجوز مين و امتى و ليه و ازاي ؟! هي نفسها البنت اللي بتكلمها كل يوم صح طب ليه البنت ديه بالذات !!

تنهد بقوة و اقترب منها مغمغما بهدوء :
- انا هشرحلك كل حاجة ، البنت ديه انا بعرفها من شهرين و اتجوزتها من شهر وعشان متسأليش كتير انا هقولك اني مبحبهاش ولا حاجة انا اتجوزتها انتقام من اخوها.

جفلت أسيل من كلامه و سألته بتلعثم :
- ااا ... انتقام انت بتعرف اللي ح ح حصل.

عقد حاجبيه و اجابها :
- ليه انتي بتعرفي ؟ تابع بحقد هامسا :
- انا في اليوم اللي روحت فيه لبيت سهر بعد موتها و قريت مذكراتها عرفت اللي حصلها واللي خلاها تنتحر..... جاسر المنشاوي خدعها مثل عليها الحب وبعد....بعد ما خد منها غرضه رماها و لما عرفت اني ناوي اخطبها انتحرت لانها مكنتش هتعرف تواجهني ولا تواجه حد من اهلها.

صمت و نظر اليها ليجدها مصدومة بقوة كانت أسيل تفكر كيف يستطيع جاسر ان يكون بهذه القذارة كيف يتفنن في جرح من احبته يوما هكذا لقد خدع فتيات وثقن به حتى سهر انتحرت بسببه و هي عندما رفضت ان تسلم جسدها له خدرها و اعتدى عليها..... هل هذه هي العدالة المجرم حر طليق يستمتع بحياته ولا احد يحاسبه فقط لأنه غني ذو منصب اما الضحايا مثلها يتعذبون بسبب ما ليس لهم ذنب فيه !!

افاقت من شرودها و قالت بتريث :
- بس يا فارس مهما حصل انت مكنش ينفع تخدعها المسكينة ملهاش دعوة باللي عمله اخوها انتقم منه هو ليه رايح لنور تتجوزها و توسخ سمعتها زي ماهو عمل ؟!

ابتسم بسخرية وهو يتمتم بصوت خافت :
- انا متجوزها على سنة الله ورسوله معملتش حاجة حرام ولا صاحبتها ووديتها سريري..... حمحم و اردف بجدية :
- انا مش زي جاسر معملتش حاجة حرام بعد ماتعرف الحقيقة لازم تحمد ربنا لاني اتجوزتها على الاقل كلام الناس عليها هيكون اقل.

حذرته أسيل بحدة :
- اللي بتعمله ده غلط يا فارس انت عمرك ما عرفت احساس البنت لما تتخان من اللي بتحبه و مش هتعرفه ابدا طب انت مفكرتش فيها احتمال كبير تعمل زي سهر و تنتحر هتبقى راضي عن نفسك وانت عارف ان البنت قتلت نفسها بسببك ؟ فارس ارجوك متبقاش زيه.

قالتها بدموع وهي تتذكر الذي حدث معها استغرب الاخر انفعالها بهذه الطريقة فرد عليها مطمئنا :
- متخافيش هحاول اوصلها الفكرة بأقل الخساير واصلا الناس دول اضعف من انهم ينهو حياتهم لانهم بيعشقو الحياة و الفلوس مفيش حاجة تانية بتهمهم.

تنهدت وفجأة سألته بارتباك :
- هو انت.... انت قربت م م منها اقصد يعني ك.... احم كراجل و مراته.

نظر لها بجمود :
- احنا متجوزين يا أسيل طبيعي ده اللي يحصل ولا انتي فاكرة اننا هنعيش اخوات زي اللي في المسلسلات و الروايات ؟ حبيبتي مع انك صغيرة على الكلام ده بس هقولك حاجة مفيش راجل بيسيطر على نفسه فوجود ست معاه فبيت واحد و اوضة واحدة فما بالك لو كانت مراته و انا منهم و كل الرجالة كده ديه فكك من الخيال اللي بيصور الراجل كمثال للاخلاق وانه مبيقربش من بنت الا لو كان بيحبها.

ابتسمت أسيل :
- بس انت طول عمرك بتحب سهر ومكنتش بتقرب منها لأنك مكنتش عايزها الا في الحلال و اشتغلت على نفسك كتير عشان توصل للي انت فيه ده و كله عشان تعيشها الحياة اللي بتحلم بيها.

ابتسم بمرارة مجيبا اياها :
- والحب ده فادني ب ايه ؟ انا حبيت سهر و اشتغلت سنين زي ما بتقولي عشان اقدر اتجوزها بس هي راحت لواحد غني و عملت معاه اللي ربنا حرمه انا دلوقتي بنتقملها اه بس فنفس الوقت مقهور منها جدا...... مقهور و زعلان و قرفان من كل البنات اللي بتعمل زيها.

اخفضت رأسها وهي تشعر بغصة مؤلمة في قلبها فارس فعل كل هذا من اجل التي عشقها يوما اذا ماذا سيفعل لو علم ما فعله ذلك الحقير لشقيقته ؟ للحظة فكرت ان تخبره لكنها تراجعت خوفا من ان يتهور هي تعلم انه لن يتخلى عنها لكنه حتما سيؤذي تلك الفتاة اكثر و يقتل جاسر ايضا ، حمحمت و سألته :
- طب ودلوقتي انا هعمل ايه بعد اللي عرفته انا مكنتش متوقعة انك تتجوز من غير ما تقولنا طب وماما هتقولها الحقيقة ولا....

قاطعها بسرعة :
- طبعا لأ اللعبة ديه هتخلص عن قريب ومفيش داعي تعرف حاجة ابدا..... أسيل انتي بقيتي بتعرفي سري و انا حكيتلك على كل حاجة ياريت تحتفظي بيه ومتقوليش لماما حاجة.

تنهدت باستسلام وهزت رأسها موافقة :
- انا مش عارفة اقولك ايه بس ياريت تكون متأكد من اللي هتعمله و متندمش مستقبلا انا اصلا حاسة بالذنب لاني هسكت عن ظلم بنت ملهاش دعوة بقذارة اخوها ، يلا عن اذنك.

خرجت من غرفته تاركة اياه يفكر في كلامها وجدت والدتها تدخل فاقتربت منها باستغراب :
- انتي كنتي فين يا ماما ؟

اجابتها بحماس وهي تريها الاكياس :
- روحت جبت كام فستان وكمان حاجات بتلزم البيت انتي عارفة ليث و امه هيجو يتطلبو ايدك رسميا ولازم تكوني جاهزة.

رفعت احدى حاجبيها بتعجب :
- ومين قال اني وافقت ؟ المهلة لسه مخلصتش و المفروض بكره ارد ولا ايه ؟

فريدة بابتسامة :
- ما هو انتي كده كده هتتجوزي لو الحاجات ديه مش عشان ليث فعلشان عريس تاني.

زفرت بغيظ و دخلت لغرفتها رن هاتفها فجأة من رقم مجهول ففتحت الخط :
- ألو ؟

- وعليكم السلام ورحمة الله تعالى و بركاته ازيك يا مدام ليث الشافعي المستقبلية ؟

أسيل بحنق :
- ده انت ؟ جبت رقمي ازاي ؟

رد عليه بتلاعب :
- قال يعني صعب اجيب رقمك ؟! المهم لما اجي انا و ماما عايزك تكوني لابسة اللون الزهري انتي عارفة اني بحب اللون ده عليكي اوي.

- لا والله ؟ هو انا وافقت ؟

- بس مرفضتيش بردو..... بكره هيوصلني ردك و اتمنى يكون موافقة مش رفض.

اغمضت عيناها وهي تزفر لتقول بجدية :
- ليث انا كنت مرتبطة ! كنت بحب واحد تمام !!

صمت متفاجئا من كلامها فتابعت بتهكم :
- ايه انا صريحة صح ؟ هتقبل تتجوز بنت كانت مرتبطة و اعترفتلك و بتقولك اني فقدت ثقتي في الحب و الارتباط و الرجالة ؟ ها لسه مصمم عليا.

لم يرد عليها وشعر بالغضب لمجرد تخيله انها مع شخص غيره لكنه اطلق زفيرا عميقا و قبل ان يتكلم قالت بضحكة :
- شوفت انت سكت ازاي مش قولتلك اننا مبننفعش لبعض و الشاب دايما عايز البنت اللي مكنش ليها ماضي مع انه خاربها و بيعرف بدل البنت اتنين.... عموما انا هقفل دلوقتي باي.

كادت تغلق لكنها سمعت صوته الرجولي الهادئ :
- كنتي مرتبطة و كنتي بتحبي ده فعل ماضي ناقص انا مبيهمنيش ماضيكي مدام حاضرك ومستقبلك معايا حتى انا الماضي بتاعي مش مشرف اوي بس احنا بنعيش حاضرنا ولو اهتمينا بالماضي مش هنتحرك خطوة.

نفت برأسها معلقة :
- الكلام سهل اوي للأسف. .... المهم هقولكم على قراري بكره انا مضطرة اقفل.

اغلقت الخط ودموعها تنزل بصمت الان تتمنى لو لم تتعرف على جاسر او حتى يدخل حياتها تمنت لو كانت تعرفت على ليث من قبل لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه و الان الماضي عاد من جديد ليدمر حياتها و يذكرها بألمها تذكرت فارس فقالت بصوت خافت :
- انا دلوقتي ساكتة عن حق البنت اللي متجوزها رغم انها هتعيش نفس اللي انا عشته هتتظلم زي ما انا انظلمت يارب انا مش عارفة اعمل ايه ودلوقتي الحقير جاسر عايزني بعد ما دمرني و انا قولتله اني مخطوبة.

خطرت في بالها فكرة فاخذت هاتفها واتصلت بسارة رن رن ثم فتح الخط ، أسيل بلهفة :
- سارة لازم احكيلك على حاجة مهمة.

سارة بتوجس :
- خير في ايه ؟

اخذت نفسا عميقا ثم اخبرتها بما حدث عن ليث و طلبها للزواج ثم لقاؤها مع جاسر و ضربها له و اتصال ليث بها..... انهت كلامها و سارة مصدومة مما تسمعه هل ليث فعلا تقدم لخطبتها هو اخبرها بأنه معجب بأسيل و ينوي الارتباط بهت لكن لم تتوقع ان يقدم على تلك الخطوة بهذه السرعة !!

أسيل بقلق من صمتها :
- سارة صدقيني انا مش قصدي اضايقك بالكلام ده والله مكنش عندي فكرة عن ان ليث عايزني انا عارفة انك بتحبيه بس....

قاطعتها بحزن :
- بس ليث مبيحبنيش ، ليث معجب بيكي و قالي كده من قبل انا كنت عارفة اصلا انه هيتقدملك بس مقولتلكيش لانك كده كده هترفضيه لانك مش بتحبيه صح. 
- طبعا انا مبحبوش ! بس.... بس انا بفكر اني ممكن اوافق عليه عشان جاسر يصدق اني مرتبطة ويبعد عني بعدين اسيب ليث.

شهقت سارة بغضب :
- انتي بتقولي ايه انتي عايزة تستغليه عشان مصلحتك وبعدين تسيبيه كده انا لا يمكن اسمحلك تعملي كده.

تمتمت بتريث محاولة تهدئتها :
- اهدي بس انا مقولتش اني استغله بس انا قولتله لأ اكتر من مرة و ليث متمسك بيا ففكرت ليه معملش نفسي موافقة عشان جاسر يبعد عني لاني عارفاه كويس مدام طلع فوشي و ضربته مش هيسيبني فحالي اصلا كده كده ليث لما يعرف الحقيقة هيقتنع اني مش مناسبة ليه وهيسيبني.

سارة بفتور :
- انا مش مقتنعة باللي بتقوليه بس اعملي اللي عايزاه مدام ليث عايزك يبقى يستحمل انا مليش دعوة بيكم انتو الاتنين يلا باي.

اغلقت الخط بعصبية ولم تتركها تشرح لها تأفأفت أسيل بضيق هامسة :
- قال يعني عندي خيار تاني ما انا بعرف اني هضطر اكدب بس هقوله الحقيقة ف اقرب وقت و ليث اصلا هيفسخ الخطوبة ديه بعد ما يعرف اللي حصل معايا ، خلاص انا قررت هعمل نفسي مرتبطة وكده جاسر هيبعد عني و مبعتقدش انه هيكشف اللي انا مخبياه لانه جبان ومستحيل يعرض نفسه للخطر و ليث هيبعد عني بعد ما تنتهي القصة ديه.

ابتسمت فجأة هامسة بخفوت :
- ياااه لو ليث لما يعرف الحقيقة ياخدلي حقي منه و ينتقملي بس هو طبعا هيقول عني اني شمال و زي اي راجل هيسيبني من حاله و مش هيبصلي تاني..... بس اكيد حقي هيرجعلي عاجلا ام آجلا.

______________________
في فيلا المنشاوي.

دخل جاسر لغرفته و جلس على السرير يفكر في حديثه مع أسيل و كيف ضربته بقوة و اهانته امام الجميع وحذرته من مقابلتها مجددا شعر بالغضب و قال :
- من امتى أسيل بتتصرف معايا كده انا عارف انها قوية بس معقول اللي حصلها مكسرهاش اي بنت مكانها كانت هتخاف وتعيط اول ما تشوفني وتترجاني مفضحهاش بس أسيل مختلفة ايديها اطول من لسانها و جريئة و مبتخافش من حد عشان كده انا اتعلقت بيها و مغابتش عن بالي لحظة انا مكنتش اعرف معنى الشعور ده بس....

ابتسم و اكمل :
- بس دلوقتي عرفته انا حبيتك يا أسيل و مكنتش متوقع اني احب بس انتي اصلا اتخلقتي عشان تكوني ليا والا مكنش التقينا انا بقى هخليكي تنسي اللي فات و نتجوز ونعيش مع بعض سواء رضيتي او لأ انتي بتحبيني وانا بحبك و طبيعي نكون مع بعض ياحبيبتي بس اول حاجة لازم اتأكد اذا انتي بجد مخطوبة ولا كنتي بتكدبي عشان ابعد عني ولو اتأكدت انك بتقولي الحقيقة ف انا هبعده عنك طبعا و بأي طريقة حتى لو اضطريت اكشف اللي حصل قدام الكل عشان محدش يرضى بيكي و ابقى انا الخيار الوحيد فحياتك.

عقب كلامه رن هاتفه وكان احد الضباط يطلب مجيئه....انتصب واقفا و خرج من غرفته و نزل للاسفل وجد نور جالسة على الاريكة و تسند رأسها على يدها بإرهاق ، اقترب منها بقلق :
- نور مالك وشك اصفر كده ليه ؟

ابتسمت مخفية تعبها :
- انا كويسة ياحبيبي شوية تعب بسيط متقلقش.

جاءت جميلة و عندما رأتها في هذه الحالة سألتها بخوف :
- انتي حالتك مش كويسة من امبارح طول الوقت بترجعي ومش راضية تاكلي حاجة هطلب الدكتور بقى..... جاسر اتصل بالدكتور يجي حالا. 
- ماشي. 
اخذ هاتفه ليتصل به لكن نور رددت بسرعة :
- ماما والله مفيش داعي انا امبارح كلت سندويتش من برا و يمكن ده اللي تعب معدتي انا هاخد دوا وهبقى كويسة بلاش القلق ده كله.

تنهد جاسر بقرف :
- بتاكلي من الاكل اللي في الشوارع انتي بقيتي بيئة كده من امتى ؟ عموما لو متحسنتيش هجيبلك الدكتور.

اومأت فودعهما و ذهب بينما قالت جميلة :
- اطلعي اوضتك عشان ترتاحي وانا هروح اعملك حاجة تشربيها عشان معدتك و اجبلك الدوا كمان يلا.

- حاضر. 
هتفت بها نور بشرود وهي تنهض و تصعد لغرفتها استلقت على فراشها وهي تئن من ألم بطنها وتحدث نفسها :
- انا مكلتش حاجة من برا و معدتي مبتوجعنيش اصلا بس حاسة اني... معقول اكون اا....

قطع كلامها رنين هاتفها و كان فارس اخذت نفسا عميقا و فتحت الخط :
- الو فارس.

فارس بابتسامة :
- حبيبتي انتي عاملة ايه ؟
- كويسة. 
عقد حاجباه بشك :
- انتي متأكدة انك كويسة انا حاسس صوتك متغير.

نور بنفي :
- لالا انا كويسة والله بس مصدعة شويا صداع خفيف مش اكتر انا كويسة.

همهم بهدوء :
- امم ماشي..... نور تعالي الشقة بليل انا مستنيكي.

هزت رأسها بنفي :
- لا مش هقدر معلش انا تعبانة شويا ولازم ارتاح.

تساءل بقلق لم يستطع اخفاءه :
- بس انتي قولتي انه صداع خفيف انتي لازم تروحي الدكتور انا من الاول حاسس انك مش كويسة خالص.

هزت رأسها بإيجاب :
- حاضر هروح.... يلا انا مضطرة اقفل دلوقتي ماما جاية سلام.... بحبك.

اغلقت الخط ثم دخلت والدتها و اعطتها الدواء و خرجت رمته نور و هتفت بشك :
- انا لازم اروح اكشف فورا و اذا طلع اللي فبالي صح يبقى هتحصل مشكلة لاني مش عارفة اذا فارس هيتقبل الموضوع ولا لأ.

تنهدت و استلقت على سريرها مجددا لتغرق في النوم سريعا.

______________________
في اليوم التالي. 
اخبرت أسيل شقيقها ووالدتها بأنها موافقة على الزواج من ليث فرحت فريدة بشدة اما فارس فتعجب لانها كانت تخطط للرفض لكنه اتصل بليث و قال له بأنها موافقة و ليأتي مع والدته في الوقت المناسب واتفقوا على ان يذهبوا لمنزلها غدا.

كانت أسيل مستلقية على السرير عندما رن هاتفها برقم ليث ابتسمت و فتحت الخط قائلة :
- اكيد انت مستغربلاني وافقت و كنت ناوية ارفض صح.

ضحك الاخر باستمتاع :
- ماهو انا عارف انك وافقتي لسبب معين فدماغك مش فجأة كده.

رفعت حاجبيها بدهشة :
- ومين قالك الكلام ده و لنفرض انه صح انت عرفت ازاي ؟

ابتسم بثقة حادة :
- انا عميل في المخابرات و شغلي بيتطلب اني اربط الاحداث بطريقة صحيحة و احط مليون احتمال و اكشف اللي مخبي ومش صعب اعرف انك مخططة لحاجة لما وافقتي فجأة كده ، بس مع ذلك انا مش هدور على السبب و هستناكي تقوليلي بنفسك.

صمتت و شعرت بتجمد لسانها مانعا اياها من الكلام ردا على كلامه المريب حمحمت و قبل ان تنطق سمعت صوت زهرة التي سحبت هاتف ليث من يده و سألتها بحماس :
- حبيبتي أسيل ازيك ؟!!

ابتسمت بتوتر :
- انا كويسة يا طنط وحضرتك عاملة ايه ؟

اجابتها بضحكة :
- انا تمام الحمد لله بس بلاش الرسميات ديه اطمني انا هبقى حماتك اه بس مش هتعامل معاكي على الاساس ده احنا هنتعامل مع بعض ك أم وبنتها ماشي يا إيسو ؟

- حاضر يا طن اقصد يا زوزو.

تنهدت زهرة بسعادة :
- انتي عارفة انا فرحت اوي لما ليث قالي انه اتقدملك وانتي وافقتي انا من لما شوفتك اول مرة تمنيتك ل ابني ودعيت كتير تتحقق امنيتي والحمد لله ربنا استجاب لدعائي و انتي و ابني هتتجوزو عن قريب.... بصي يابت هنتفق من دلوقتي لو ليث زعلك فحاجة او قالك كلمة تضيقك قوليلي ع الطول و انا هقطعله لسانه.

ضحكت أسيل و سمعت صوت ليث العابس :
-ايه يا ماما الكلام ده لسان ايه اللي تقطعيه البنت هتقول عليا ايه دلوقتي اقولك حاجة جيبي الفون هقفل الخط و ابقي اقطعيلي ايدي كمان لو كلمتها قدامك..... احم أسيل انتي معايا.

انفجرت في الضحك حتى ادمعت عيناها وهي تردد :
- هههههه انتو مشكلة فصلت من الضحك ههههههه مامتك بتعجبني اوي لما تهزقك بحس بفرحة كده.

مط شفته بحنق :
- يا سلام افصلي ياستي هو الفصلان بفلوي بس لما تبقي فبيتي هوريكي الضحك على اصوله.

صمتت ولم تعلق فتابع :
- أسيل انا عارف انك مخبية حاجة لاحظت عليكي تغير كبير عيونك فيهم حزن مش طبيعي و النور اللي كان على وشك انطفى و الابتسامة اللي كانت على وشك 24 ساعة اختفت وبقيتي تبتسمي بالعافية...... أسيل انا مستعد اقف جمبك طول عمري بس ياريت متخبيش عليا حاجة و متكدبيش عليا ولو كدبة صغيرة لاني....

صمت و لم يكمل كلامه لكنها فهمت مقصده اغمضت عيناها تعتصر دموعها الغزيرة و وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها شعر بها ليث فهمس بحنان :
- على فكرة انتي بتطلعي احلى لما تكوني متعصبة و بتزعقي مش لما تعيطي...... يلا سلام مؤقت دمت فرعاية الله.

اغلق الخط فانهارت أسيل في البكاء و هتفت بصوت متقطع :
- يارب..... يارب ساعدني انا مش عايزة اخدعه ليث بيستاهل اللي احسن مني مبيستاهلش بنت زيي بتكدب عليه يارب قويني عشان اقدر اقوله الحقيقة ف اقرب وقت بس انا كمان مش عايزة يبصلي بصة وحشة ولا احترامه ليا يزول..... مسحت دموعها و تمتمت بحزم :
- انا مس هلعب اللعبة ديه هتصل بيه و اقوله الحقيقة و انه يبعد عني كده احسن مش هستحمل اخدعه والعب بمشاعره.

وقبل ان تتصل به رن هاتفها ففتحت الخط بسرعة دون ان ترى الرقم معتقدة انه ليث :
- ليث انا عايزة اقولك ااا....

- هههههه اسمه ليث يعني ؟

كان هذا صوت تعرف صاحبه جيدا ابعدت الهاتف عن اذنها و انصدمت بالرقم ثم اعادته و قالت بحدة :
- انت عايز ايه شكل القلم معلمكش كويس ! و بعدين انت مالك ب اسمه.

ضحك باستخفاف :
- اممم تعرفي اني كنت بكره اسم ليث اوي بس دلوقتي بقيت اكرهه اكتر لانه الاول خد مني امجادي فشغلي و التاني خد مني حبيبتي ايه الصدفة الغريبة ديه...... ثواني مش ده نفسه دكتورك في الجامعة ونفسه اللي انقذك ؟؟

توترت و تفاجأت من معرفته بالامر بينما اكمل الاخر بحدة :
- ليث الشافعي صح.... انطقي !

زفرت و صاحت بقوة :
- ايوة هو ليث اللي بيحبني بجد و انا بحبه كمان ولو فاكر انك ممكن تخوفني بكلامك تبقى غلطان فاهم انا مبخافش و حط فدماغك ان أسيل اللي كانت بتحبك و تتمنالك الرضا ترضى اتغيرت و بقت تكرهك اكتر من اي حاجة ولو دماغك صورلك انك هتعرف تقرب مني تاني او ارجعلك فبنصحك متحلمش كتير وياريت مسمعش صوتك تاني ولا اشوف وشك.

ابتسم بتهكم مغمغما :
- هترجعي وغصبا عنك كمان هتجيلي بنفسك و بكره افكرك يا...... حبيبتي.

اغلق الخط فزفرت و شتمته وهي تردد :
- حقير سافل انا بكرهك ، الحيوان ده طلع بيعرف ليث طبيعي لان جاسر كمان ضابط مخابرات و بيشتغلو فنفس المكان ، اكملت بتوجس :
- معقول يروح يقوله و ليث يفضحني قدام الكل !! لالا هو مش كده..... عاااا اعمل ايه بس دلوقتي اتأكدت ان جاسر هيحاول يبتزني اكمل اللعبة ولا اعمل ايه حتى سارة مضايقة مني ولو قولتلها ع اللي بيحصل هتجبرني انهي قصة الجواز ديه كلها.

** من جهة اخرى.

قذف جاسر الهاتف على مكتبه وهو يهمس بشر :
- كنت عارف انه ليث بيحب أسيل من اليوم اللي رمى نفسه في النهر عشان ينقذها بس متوقعتش يكون جدي للدرجة ديه و يتقدملها يعني مش كفاية اخد الاهتمام اللي كنت انا واخده و بقى الكل يحترمه و ميعبرنيش كمان خطف حبيبتي مني بس انا مش هسكتلك انا مش فاهم ازاي قبلت أسيل بعد ما قالتلك الحقيقة انت مش من النوع اللي بيحب البنات ديه امال ازاي وافقت تتجوزها و ترضى بيها كمان.

طرق الباب ودخل زياد فنهض الاخر و اقترب منه بعصبية :
- انت كنت عارف صح !!

تعجب من انفعاله فسأله :
- مش فاهم انت بتقصد ايه ؟

زمجر بعصبية اكبر :
- انه ليث و أسيل مخطوبين صح ماهو بقى صديقك المقرب معقول تخوني و تعمل كده ازاي خبيت عني انه خطبها وانت عارف انها بتاعتي هي ديه الصداقة بالنسبالك !!

تمتم بحدة محذرة :
- انا مستحيل اخون الصداقة يا جاسر و مخنتكش ولا خبيت عنك حاجة انت انفصلت عن أسيل و قولتلي بعظمة لسانك انك مبقتش عايزها فين المشكلة لما ليث يطلب ايدها للجواز هو مخطفهاش منك يا جاسر انت بعتها بالتمن الرخيص و هو اشتراها بأغلى ثمن فين المشكلة بقى.

احتدت عيناه فهمس بأنفاس متسارعة وهو يكاد يلكمه :
- المشكلة ف انه دايما بياخد مني اللي بحبه و بعدين هو ازاي رضى على نفسه يرتبط بيها ها ازااي معقول يقبل على نفسه يتجوز بنت نامت مع غيره !! هو مبيعرفش اللي حصل صح.

هز كتفيه بجمود :
- معرفش.... بس اللي اعرفه ان قصتك انت و البنت ديه انتهت ياريت تسيبها فحالها في مليون بنت ليل تستمتع معاهم بدل ما تروح تضحك على بنات الناس حتى لو ليث كان عارف الحقيقة بس اكيد مبيعرفش مين الشخص ده لانه لو عرف كان هيقتلك و يشرب من دمك متنساش انه وقت العصبية مش بيفكر فحاجة ومحدش هيمنعه عنك حتى ابوك.

- انت بتهدد جاسر المنشاوي ؟!!
قالها بغضب مكتوم فتابع الاخر بابتسامة :
- بحذرك لانك صاحبي ومش عايزك تندم سيبك منهم و ركز فشغلك...... يلا سلام.

تركه و خرج ليزمجر جاسر بشراسة و يقذف كل ما احتوته يداه على الارض !!

______________________
في مساء اليوم التالي.

كانت أسيل في غرفتها تتجهز فبعد قليل سيحضر ليث مع والدته و عمله الذي أتى من المنصورة ارتدت بلوزة ضيقة باللون الابيض تتخللها خيوط باللون الزهري و تنورة طويلة و جميلة للغاية باللون الزهري الداكن و حزامها بنفس اللون ينعقد في الجانب الابيض من الجيب على شكل وردة و طرحة زهرية اللون ملتفة على رأسها بطريقة عصرية رائعة و حددت عينيها بالكحل ليبرز لون عينيها السوداء و احمر شفاه باللون الزهري الفاتح فكانت رائعة تخطف الانظار بجمالها !!

سمعت صوت ضجة في الخارج فأدركت انهم وصلوا دخل فارس لغرفتها و عندما رآها اطلق صافرة تدل على اعجابه :
- ايييه الجمال ده معقولة اختي تبقى حلوة للدرجة ديه وانا مش عارف ؟!!

نظرت اليه بغيظ :
- فارس بليز بلاش الكلام ده انا طول عمري حلوة على فكرة.

ابتسم وتقدم منها متمتما بخفوت :
- عارف طول عمرك جميلة بس الحجاب خلاكي اجمل بكتييير ماشاء الله اجمل من القمر نفسه.

ابتسمت و احتضنته لتدخل فريدة و عندما رأتها قالت بانبهار :
- بسم الله ماشاء الله زي القمر ربنا يبعد عنك العين الحسودة.

أسيل بضحكة :
- انتو بتبالغو على فكرة عموما يلا نطلع الناس بتستنى.

فارس بخبث :
- الناس ولا حد معين ؟

ضحكت بمزاح :
- مش معين حد مستطيل. 
انطلقت ضحكاتهم تملأ الغرفة ثم خرج فارس للجماعة و تبعته فريدة وهي تمسك أسيل.... كانت أسيل تشعر بضيق و عدم ارتياح على ما تقدم عليه ف اخفاء الحقيقة اكثر من ذلك يخنقها و يشعرها بالذنب اتجاه اهلها و ليث و والدته التي احبتها كأنها ابنتها.

جلست على الاريكة المقابلة و اخفضت رأسها بخجل مثل اي فتاة شرقية تقدم احدهم لخطبتها و كل الانظار مركزة عليها ، تأملها ليث بإعجاب و خاصة لون عينيها التي يعشقها قال عمه بإعجاب :
- ماشاء الله العروسة زي القمر ربنا يحميها والله وعرفت تختار يا ليث.

زهرة مؤيدة اياه :
- انا من لما شوفت أسيل عجبتني جمال و ادب و اخلاق فعلا يابختي بيها ربنا يحميكي من العين يارب.

همست بصوت يكاد يسمع :
- م.... ميرسي.

مر الوقت و فارس و زهرة يتحدثان معهم و يتفقان على موعد الخطوبة حتى خرجوا تاركين أسيل وليث بمفردهما.

نظر اليها بحب :
- طب بصيلي على الاقل ده حتى انا طالع قمر زيك كده.

قاومت ابتسامتها من الظهور لكنها لم تستطع ازداد اعجابه بها وهو يردد :
- الله الله ايه الابتسامة الحلوة ديه طالعة بتجنن مع كسوفك ده على فكرة انا مكنتش متوقع انك بتتكسفي.

تجهمت ملامحها ورفعت رأسها اليه معلقة على كلامه بضيق :
- ليه ان شاء الله انا بنت و عادي اتكسف !!

ابتسم بانتصار و عاد بظهره للخلف مردفا :
- اخييرا بصيتيلي انا كنت فاكر اني لبست الهدوم الشيك ديه ع الفاضي.

تلقائيا تحركت عيناها لتطالعه كان يرتدي بنطال جينز رصاصي و قميص ازرق داكن يفتح اول زريه و عضلات كتفيه وذراعيه تكاد تمزق القميص ويصفف شعره بطريقة عصرية انيقة و لحيته الخفيفة زادته وسامة عن وسامته...... لاحظت نظراته الماكرة فأبعدت عينيها عنه هامسة بابتسامة :
- مجنون والله العظيم مجنون و رايق.

ضحك عند سماعه لكلامها و تشدق ب :
- ربنا يكفيكي شر عصبيتي و متشوفيهاش طول عمرك يا قمراية انتي.

احتدت عيناها فهمهمت بحدة :
- ما بلاش الكلام ده فين ليث اللي كانت بيشخط فيا كل مايشوفني انت ليه بقيت كده بتعاكسني فنص بيتي !!

اتسعت عيناه من تغيرها السريع و تساءل بذهول :
- بت فين حمرة الخجل ؟!

اجابته بسخرية :
- هتلاقيها عندك ع الكومدينو جنب " مسكرة الاخلاق " يا عنيا.

انفجر ليث في الضحك وهي تشاركه للحظة نست كل ما يزعجها و ركزت معه فقط شعرت أسيل بأنها بدأت تنجذب اليه لكنها اخفت هذا الشعور بسرعة وهي تفكر " انها لا تستحقه وليس لها الحق به " ، حمحم ليث و هتف بصوت صلب :
- بعيدا عن الضحك و الهزار انتي متأكدة انك لسه مصرة تكملي الخطوبة ديه ؟ لو مش عايزة انا هسيبك من نفسي يا أسيل احكي و متخافيش.

نظرت له وودت ان تصرخ بما يعتري قلبها و انها حتى لو ارادته لن تستحق لكن بدلا عن ذلك ابتسمت باصطناع :
- لا انا موافقة بس انت قولت انك عارف اني مخبية عنك حاجة ف اااا.....

قاطعها دخول والدتها و الباقي و جلسوا معهما مر الوقت سريعا وهم يتحدثون و اتفقواعلى ان الخطوبة ستقام بعد اسبوعين فليث يريدها و يعرفها جيدا لذلك لا داعؤ لتضييع الوقت.

غادر ليث بعد ان اشار لها بأنه سيتصل بها مساء دخلت أسيل لغرفتها و فتحت هاتفها لتجد عدة اتصالات من جاسر زفرت بخنق و حاولت الاتصال بسارة لكنها لم تجب.....

_____________________
بعد مرور ساعتين.

خرجت نور من العيادة و هي تحمل تقارير بين يديها و على وجهها ابتسامة سعادة فهي ادركت منذ قليل انها حامل بطفل من تعشقه ثمرة حبها هي و فارس الان في احشائها و لم يعد هناك اي قلق بخصوص علاقتهما.....

اتجهت للشقة بسرعة و عندما فتحت الباب كان فارس يتكلم في الهاتف داخل غرفته مع وليد.

فارس بحزن :
- يعني اقولها ايه يا وليد ؟ اني متجوزها انتقام من اخوها و عمري ما حبيتها ولا هحبها ؟
........ ................

زفر قائلا بضيق :
- ايوة انا مش ندمان لاني عملت كده نور بالنسبالي كانت لعبةمش اكتر اتسليت معاها كام ليلة و لحد هنا و كفاية خلاص هي هتعرف الحقيقة عاجلا ام آجلا و هرميها ل اخوها عشان يعرف ان اللي بيعمله فبنات الناس بيترد عليه !!
..........................

ابتسم بسخرية من كلام صديقه عن الندم :
- لا مش هندم ابدا انا محستش ب اي مشلعر حب ليها و اي كلام قولتهولك عن اني اتعلقت بيها كان كذب لان مشاعري كانت عبارة عن كره و انتقام و رغبة راجل فبنت سلمت نفسها بكل سهولة يبقى.....

قطع كلامه عندما استدار و تفاجأ بوجود نور تقف خلفه و تنظر له بصدمة تامة و دموعها تنزل بشدة....... نعم لقد انكشفت الحقيقة !!
_______________________
ستوووب انتهى البارت
رايكم بكل مشهد ؟
أسيل هتقول الحقيقة لليث ؟
جاسر هيعمل ايه ؟
نور هتعمل ايه بعد ما عرفت الحقيقة ؟
فارس ياترى فعلا هيندم ؟
رايكم ف اسيل بعد ماستغلت ليث ؟
آراءكم وتوقعاتكم ؟

شاركة قصص الموقع لتدعيمنا وشكرا واعمل اعجاب بالصفحه لمتابعة المزيد 

صفحتنا علي الفيسبوك  دقة قلب -DAQIT ALB

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سامبوك

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ عن التركيز على الشكل الخارجي للنص أو شكل توضع الفقرات في.الصفحة التي يقرأها. ولذلك يتم استخدام طريقة لوريم إيبسوم لأنها تعطي توزيعاَ طبيعياَ -إلى حد ما- للأحرف عوضاً عن استخدام "هنا يوجد محتوى نصي، هنا يوجد محتوى نصي" فتجعلها تبدو (أي الأحرف) وكأنها نص مقروء




تعليقات

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *