Home Ads

السبت، 10 أغسطس 2019

قصة الذئاب الفصل الثالث عشر ( زواج ) - موقع دقة قلب


نظرت لها أسيل مطولا ثم هتفت بخفوت :
- ماما دايما كانت بتقولي ان الحجاب عفة المرأة و الالتزام و القرب من ربنا بيخلينا نكسب دنيا و اخرة لان ربنا بيكون راضي علينا ، يعني لو دلوقتي طلبت المغفرة من ربنا و جربت اتحسن ربنا هيسامحني صح
هزت رأسها مبتسمة فاحتضنتها أسيل ثانية و تمتمت بصوتها الباكي :
- وهياخدلي حقي من الحقير جاسر ؟ هينتقم منه انا متأكدة ربنا مبيظلمش حد.
سارة بدموع :
- ايوة ياحبيبتي ربنا مبيظلمش عباده ابدا ثقي فيه.
مرت مدة طويلة وهي تحاول تهدئتها ختى هدأت غادرت سارة اما أسيل فاستلقت على سريرها و اغمضت عينيها بكل قوة لتنسى ماحدث لكن هيهات فمخيلتها لا تزال تحتفظ بصورتها وهي نائمة على السرير عارية و جاسر بجانبها و كلامه يتردد في اذنيها باستمرار عن انها كانت لعبة فقط لقد دمر حياتها بدافع شهواته الحيوانية ، شهقت ببماء ثم همست بحقد :
- انا بكرهك.... بكرهك اوي و هدفع تمن اللي عملته فيا عاجلا ام آجلا انا مش هسامحك لانك حرهتني في الحب وفي الرجالة كلها ، كلكم خاينين مبتفكروش غير في القرف اللي يرضي رغباتكم الحقيرة بس انا هستنى فرصة ادمرك فيها و اكسرلك غرورك ده صدقني.
** عندما خرجت سارة نزلت دموعها بشفقة على صديقتها وعلى ماحدث لها لولا ان أسيل ترفض تشييع هذا الأمر لكانت ستخبر والدها اللواء بما ارتكبه احد ضباطه وحتما ذلك الوغد سيتلقى اقسى عقاب ولن يجرؤ على النظر لفتاة اخرى لكن أسيل خائفة وهذا طليعي فكيف لفتاة تعرضت لهذا الموقف ان تتحلى بالقوة و الشجاعة.
تنهدت وفجأة تذكرت عندما اخبرتها أسيل بأن ليث خاطر بحياته لينقذها من الموت وكان خائفا عليها جدا....... حسنا هي لا تنكر انه شهم لكن من يرمي نفسه في البحر من مكان عالي جدا و ينقذ غريقا ؟!!!
استغرت وحدثت نفسها بضيق :
- سارة انتي اتفقتي مع نفسك انك تنسيه ومتفكريش فيه تاني كفاية بقى لو هو كان عايزك كان عمل اي خطوة بس شكله مش مهتم بيكي ومش شايلك من ارضك اصلا..... لا الواضح ان ليث معجب ب.... ب أسيل اقرب صديقة ليا ، لالا يارب ميكونش كده انا.....
توقفت عن التفكير عندما شعرت بشخص يقف خلفها انتفضت بخضة و التفتت لتتفاجأ بأنه ليث يحدجها باستغراب..... اخذت نفسا عميقا و زفرته ببطئ قائلة :
- خضتني قلبي كان هيطلع من مكانه.
ابتسم ليث :
- ما انتي اللي واقفة فنص الشارع بتكلمي نفسك و انا لما شوفتك استغربت عشان كده جيتلك ، المهم اخبارك يا سارة انا مشوفتكيش من زمان.
اجابته بشيء من الخجل :
- انا كويسة الحمد لله ، الصراحة كنت فبيت أسيل و نزلت من عندها من يجي ربع ساعة وكنت بفكر في اللي حصلها.
انتبه ليث لكلامها فغمغم بجدية :
- طب هي كويسة ؟ معرفتيش ليه عمات كده وكانت هتموت نفسها ؟ انا من لما شوفتها وهي بتنط و السؤال ده فبالي معقول ايه اللي يخلي بنت تحاول تنهي حياتها !!
ارتبكت قليلا وللحظة فكرت لو تخبره بالحقيقة ليبتعد عنها لكنها تراجعت و ردت عليه بلهجة عادية :
- مشاكل في البيت اتخانقت مع مامتها والقصة كبرت ولان أسيل حساسة اوي وكمان مبتقدرش تفكر كويس في المواقف ديه حاولت تقتل نفسها.
رمقها بنظرات حسابية هاتفا بعدم اقتناع :
- متأكدة ان هو ده السبب ومش حاجة تانية ؟
ابتسمت سارة بارتباك :
- ها.... اه... اه هو ده السبب ولو مش مصدق اسألها.
تحدث ليث بصوت قاتم :
- لا مفيش داعي انا اصلا كنت جاي اطمن عليها بس بما انها بخير مفيش داعي اروحلها. 
كاد يتحرك لكن سارة اوقفته بسؤالها الذي ادهشه :
- حضرتك انت بتحب أسيل صح ؟
استدار اليها باقتضاب :
- افندم ؟ انتي بتقولي ايه ؟
ترددت لكنها استجمعت شجاعتها و تابعت :
- اعذرني اذا انا بتجاوز حدودي بس لاحظت في اليوم اللي كنا فيه ف المول انك بتبصلها بصة غريبة و بتبتسم كل ما تبصلك و حتى يوم الانتحار انت نطيت من فوق الجبل عشان تنقذها وكنت منفعل اوي و حتى استغرابك دلوقتي كان من سؤالي المفاجئ مش من الموضوع نفسه...... تابعت بحزن حاولت اخفاءه :
- انا مش من حقي اقولك الكلام ده انا نفسي مش عارفة بقوله ازاي اصلا بس فضولي مش هيرتاح غير لم.....
قاطعها ليث بنبرة جادة :
- ايوة انا معجب ب أسيل..... و الاعجاب ده اتولد من فترة قريبة و حتى انا ناوي اتقدملها بس ده مجرب اعجاب من اي راجل بيدور على بنت مناسبة عشان يتجوزها مش حب ابدا انا مش مراهق عشان احب وكل الهبل.
قبضت على يدها واخفضت رأسها جاهدة لحبس تلك الدموع اللعينة يالله كم ان هذا الكلام يجرحها الشخص الذي تحبه مع صديقتها المقربة ؟!! لا يصدق.
افاقت من تفكيرها على ليث وهو ينبهها :
- سارة انا واثق فيكي عشان كده بقولك الكلام ده اتمنى محدش يعرف بيه غيرنا احنا الاتنين ماشي ؟
رفعت رأسها وهي تهزه ببطئ ابتسم ليث وودعها وغادر بينما نزلت دموعها اخيرا وهي تهمس بوجع :
- بس ده مش اعجاب ياليث ده حب.... ده عشق ، مش مصدقة اني طول حياتي وانا قافلة قلبي على الرجالة ويوم ما اتمنى شخص وادعي فصلاتي انه يكون من نصيبي يطلع بيحب اقرب صديقة بيا انا مش مصدقة !!
مسحت دموعها و تشدقت بقوة :
- خلاص انا دلوقتي هشيله من قلبي نهائيا لاني بقيت متأكدة انه بيحب غيري و كده كده أسيل مش هتوافق عليه ليه بقى هزعل نفسي.
اقنعت نفسها بهذه الكلمات و تابعت سيرها حتى توقفت سيارة امامها و فاحت النافذة ليظهر ذلك الذي تبغضه كثيرا.
زياد بتعجب :
- سارة انتي رايحة فين لوحدك كده:؟
ردت عليه بجفاء وهي تتابع سيرها :
- ملكش دعوة كمل طريقك. 
- طب ممكن انا اوصلك لو عايزة ؟
- لأ شكرا كتر خيرك.
تنهد ولم يعلق بل تحرك بسيارته ببطئ يتبعها دون ان تنتبه حتى وصلت لذلك الطريق المعزول الذي يؤدي لمنزلها توقفت بتوتر فابتسم زياد وزاد في سرعته ليصل اليها.
سارة بعصبية عندما رأته :
- انت معندكش دم انت ازاي تلحقني كده انت فاكر نفسك مين !!
- زياد. 
اجابها ببرود فزفرت واكملت طريقها وهو خلفها يتبعها ليتأكد من انها لن تتعرض لشي مؤذي في الطريق بعد فترة وصلت الى منزلها فابتسم وهو يشعر بالانتصار لانه عرف عنوانها ، حرك سيارته للطريق المعاكس و غادر وقد تأكد من ان هذه الفتاة العصبية حازت على كل اهتمامه !!
اما سارة فعندما دخلت الى غرفتها القت نفسها على السرير واجهشت في البكاء بعنف وهي تلعن حظها و الوجع الذي تشعر به في قلبها كان احدهم يغرز سكينا حادة في منتصف صدرها !!
قامت من على السرير و قالت بحزم :
- بس بقى انسيه متفكريش فيه تاني خلاص طلعي ليث من عقلك وقلبك لانه مش من نصيبك.
______________________
في يوم اخر. 
توقف بسيارته امام فيلا المنشاوي ونظر لها بشر هامسا :
- والله لأخربلكم بيتكم ده و ادمركم واحد واحد استنو عليا.
ترجل من السيارة و اتجه للبوابة وهو يتذكر مكالمة نور له و اخباره بأنها حدثت والدها عنه و اتفق على مقابلته في منزله ليراه ويتعرف عليه ، رن الجرس وبعد ثواني فتحت نور بلهفة وعندما رأته ابتسمت بسعادة :
- اخيرا جيت انت تأخرت اوي.
نظر فارس لساعة يده بضحكة :
- انا جيت قبل الميعاد ب 5 دقايق على فكرة.
ابتسمت بارتباك و ادخلته لينصدم بوجود جاسر جالسا على الاريكة ينتظره ، قبض على يده بعنف و نظر له نظرات حادة وهو يود ان يذهب و يخنقه سحقا كيف ذلك الرجل الذي يود الانتقام مهه يقف امامه الان ومضطر ان يحترمه لكي تنفذ خطته !!

اغمض عيناه و اخذ نفسا ثم زفره ببطئ ليتمالك اعصابه لاحظته نور وفسرت ذلك بأنه ارتباك فابتسمت هامسة :
- ده اخويا جاسر و بابا وماما انا هعرفهم بوصولك.

هز رأسه فذهبت هي بينما تقدم فارس من جاسر الجالس وهو يطالعه من فوق ل اعلى بتدقيق ، هتف بنبرة اقرب للسخرية :
- يعني انت اللي اسمك فارس ؟

ابتسم بتكلف مجيبا ب اسمه الغير مكتمل :
- ايوة ، انا فارس جمال.

اومأ و اشار له بالجلوس و بدأ بالتحدث معه عن عمله وقال :
- فين اهلك المفروض يجم معاك انت جاي لوحدك ليه.

فارس بجدية :
- بابا متوفي و ماما مرضتش احكيلها عن نور الا لما اضمن الموافقة بعدين اجيبها معايا المرة الجاية عشان نطلب ايد نور بشكل رسمي لو كان في موافقة بإذن الله.

هز رأسه ثانية مستغربا ثقته بنفسه ورزانته من المفترض ان يكون مرتبكا اثناء التحدث مع شقيق الذي يود الزواج منها خاصة انهم اعلى شأنا منه ماديا وعليه الخوف من الرفض لكن العكس يراه جامد الملامح لكن بسبب خبرته في عمله لاحظ بأن عيناه تتقدان شررا و يحاول السيطرة عليهما. 
ابتسم جاسر قائلا :
- انت مش خايف ؟

فارس بابتسامة مماثلة :
- اخاف ليه ؟ اللي بيعملو الغلط هما بس اللي بيخافو تجي اللحظة اللي تنكشف فيها حقيقتهم انما انا مبعملش حاجة غلط و مبخافش من حد.

شعر جاسر بالغضب من كلماته الموحية بأنه لا يخاف منه ولا من عائلته كاد يتكلم لكن نور حضرت مع والدها ووالدتها وقف فارس ورحبهم بأدب و جلسوا استأذن جاسر و صعد لغرفته بعصبية بينما بدأ محمد بإستجوابه كعادة كل الآباء.

فارس بملامح واثقة :
- انا اسمي الكامل فارس جمال الشرقاوي اتخرجت من كلية الاعمال من 7 سنين وبشتغل نائب المدير العام في الجريدة حالتي المادية ميسورة الحمد لله عايش فشقة مع امي و اختي و بابا متوفي و عندي شقة تانية جاهزة من كل حاجة ديه كل حاجة عني حضرتك.

طالعه محمد قليلا ثم تحدث مع نور :
- حبيبتي روحي جيبي عصير للضيف عيب منضيفوش.

وقفت نور مسرعة :
- حاضر يا بابا.

نهضت معها جميلة وذهبت معها دخلتا للمطبخ فسألتها نور بارتباك :
- عصير المانجا موجود يا ماما اصل فارس بيحبه.

ابتسمت جميلة :
- اشمعنا مانجا عصير ليمون احسن.

- لا فارس مبيحبش اللمون ولا اي عصير بنكهة تانية بيحب المانجا بس. 
قالتها وهي تفتح الثلاجة و تخرج العصائر اوقفتها جميلة وسألتها بحنان :
- انتي بتحبيه بجد يانور ؟

اخفضت رأسها خجلا فاحتضنتها والدتها متشدقة ب :
- انا مكنتش موافقة عليه من البداية بس الواضح انه شاب كويس و بيحبك وانتي كمان بتحبيه انا هعوز ايه اكتر من كده.

نور بسعادة :
- ربنا يخليكي ليا يا مامي يارب بابي كمان يوافق عليه.

في الخارج.

محمد بتهكم :
- بس مش شايف ان منصب نائب مدير اكبر من سنك ؟ انت عملت ايه عشان توصل للمنصب ده.

رد عليه بصلابة :
- الاداء و الاخلاص في الشغل هما اللي بيحددو المناصب مش السن..... انا اصلا مفيش حد يقف ورا ظهري و يدعمني ولو غلطت بيخفي غلطي كأن مفيش حاجة حصلت انا كل اللي بملكه في حياتي هما اهلي و شغلي. 
- ونور ؟
صمت فارس ثواني ثم اجابه :
- ونور كمان جزء مبيتجزأش من حياتي.

محمد ببرود :
- طب انت عارف لازم تدفع كام عشان تتجوز بنتي عارفة المهر اللي هطلبه منك ؟

اجابه بسخرية من كلمته " تدفع " وكأن ابنته بضاعة :
- انا حالتي بتسمحلي اقدم اي تمن عشان اشتري اي بضاعة بحبها.

تصاعدت الدماء لوجهه من الغيظ وجز غلى اسنانه :
- ازاي بتتجرأ تقول على بنتي انها بضاعة !!

رفع احدى حاجبيه باستخفاف :
- مش حضرتك قلت لازم ادفع كام هي في حاجة بتتدفع مقابل حاجة غير البضاعة ؟

حاول الحفاظ على هدوئه فتمتم بجمود :
- طلبك الزواج من بنتي مرفوض انا مبقبلش واحد زيك يبفى من عيلتي.

ضحك فارس باستفزاز و هتف بهمس : 
- صدقني لو رفضت جوازي منها دلوقتي هتجي تترجاني بعدين اني اتجوزها و انا اللي هرفض والكل هيرفض لان للاسف بنتك هتكون مستعملة مسبقا و غير صالحة للاستخدام مستقبلا فالاحسن نجيب من الاخر و توافق عشان اخد بنتك و اخليها خدامة عندي ايه رايك.

فور انهاء كلامه وجد احدهم يسحبه من تلابيب قميصه ويوقف و كان جاسر الذي استمع ل اخر جملة ، جز على اسنانه بهمس :
- انت ازاي تتجرأ يا واطي انك تتكلم على اختي كده انت عارف انا ممكن اعمل فيك دلوقتي !!!

نزع فارس يديه وقال :
- مش عارف انت هتعمل ايه بس انا عارف ايه اللي هعمله عايز تشوف ؟

انهى كلامه وهو يسدد لكمة عنيفة في بطنه و اخرى في وجهه صاح جاسر بألم ثم نظر له بحدة و لكمه وهو يصرخ :
- انت شكلك مش متربي بس انا اللي هعرفك مقامك كويس !!

فور سماعهن الصراخ ركضتا من المطبخ وانصدمت نور عندما رأت اخاها يتعدى على فارس بالضرب و والدها يقول بغضب :
- اضرب الو** ده اكتر عشان يتعلم يتكلم ازاي مع اسياده.

لمح فارس نور تقف في الخلف فابتسم بمكر ثم هتف وكأنه مظلوم :
- انا عملت ايه عشان تهينوني كل ده عشان انا اقل منكم ومبقدرش ادفع مهر كبير الفلوس مش مهمة مدام الحب موجود وانا بحب بنتكم ولا انتو عايزيني اسكت عن الاهانات اللي بسمعها من اول ما جيت ااا...

قاطعه محمد بصفعة قوية :
- اطلع من بيتي يا حقير !!

هنا صاحت نور بغضب :
- بابا !! انت بتعمل ايه بتضرب فارس ليه ؟!

جميلة بحدة :
- جاسر ازاي تضرب اللي هيبقى جوز اختك كل ده عشان رفض اهاناتك ليه !!

محمد بتبرير لإبنته :
- انتي مسمعتيش كلامه كان بيقول انك....

قاطعته بحدة ودموعها تنزل :
- انا سمعت كل حاجة و شوفت انه فضل محترمكم مع انكم غلطتو فيه انا سمعت وشوفت الحقيقة بعيني.

استدار اليها فارس بحزن وهو يمسح الدماء العالقة على شفته :
- نور انتي شوفتي اللي حصل بعينك قولتلك انهم مش هيقبلوني لاني مش غني زيكم ومع ذلك وفيت بوعدي و كنت راجل معاكي و دخلت من الباب بس الاهانة اللي اتعرضتلها منهم مبقدرش اسكت عنها...... انا اسف مش هينفع نكمل سوا احنا مش من نصيب بعض.

جاسر بخشونة :
- بطل مواعظك ديه واطلع برا انا عفيت عنك المرادي بس لان اختي بتحبك لكن لو شوفتك تاني بتحوم حوالين نور عندمك على الساعة اللي خلقت فيها يلا غوور من وشي.

لم يجبه بل تحرك ليغادر وعلى وجهه ابتسامة انتصار خبيثة و صراخ نور الباكي يلحقه :
- استنى يا فارس متروحش ارجوك انا اسفة فااارس فاااارس.

كادت تركض اليه لكن محمد امسكها بغضب :
- لو سمعتك بتتكلمي عنه تاني او حتى شوفتيه هقتله من غير تردد وانتي عارفة كويس إني بعملها.

انصدمت من كلامه و همست :
- انا مش مصدقة اللي بسمعه !!

تحدث جاسر بخشونة :
- لا صدقي الشاب ده لو عرفت انك بتشوفيه هتندمي ودلوقتي اطلعي على اوضتك يلا !!

رمقته بغضب و غيظ وصعدت لغرفتها مسرعة اخذت هاتفها وطلبت رقمه لكن لم يجب طابته مرتان و ثلاث لكنه ايضا لم يجب فبعثت له رسالة " انا عارف انك مضايق بس والله مكنتش اعرف ان اهلي هيعاملوك كده انا اسفة نيابة عنهم بس متاخدنيش بذنبهم.... بحبك ".

وضعت الهاتف بجانبها محدثة نفسها :
- بابا عمره ما اهتم بيا حتى دلوقتي اعتبر حياتي لعبة دايما بينفذ كلام جاسر حتى لو المسألة بتتعلق بحياة بنتهم بس انا مش هتخلى عن فارس ابدا.

** عند خروج فارس اتسعت ابتسامته الماكرة و تمتم ب :
- اللعب الممتع هيبدأ دلوقتي طبعا بعد المسرحية اللي عملتها جوا نور هتبقى تحت رحمتي وغصبا عنهم.

ضحك و اتجه لسيارته و انطلق بها اتصل بوليد و اخبره بما حدث ثم اغلق الخط ، رن الهاتف وكانت نور المتصلة مثلما توقع رن عدة مرات حتى بعثت له الرسالة و عندما قرأها ضحك بانتصار قائلا بأسف مصطنع :
- تؤتؤ صعبانة عليا اوي بس اعمل ايه انتي لازم تدفعي تمن حقارة اخوكي و اهانة ابوكي ليا كمان ههههههه.

______________________

في المساء.

انتفضت بقوة وهي تفتح عينيها و تنهض جالسة و العرق يتصبب بغزارة من كل جسدها بسبب ذلك الكابوس الذي ترى فيه نفسها عارية و جاسر يلقي عليها اقسى كلام.... وضعت يديها على اذنيها هامسة :
- بسس خلاص اهدي متفكريش فيه اهدي ده كله بقى من الماضي انتي لازم تنسيه عشان تعرفي تكملي حياتك انسي الليلة اياها و انسي الحقير ده.

قامت فجأة ودلفت للحمام استحمت و توضأت ثم خرجت وارتدت الاسدال و شرعت في صلاة العشاء...... بمجرد ان سجدت في الركعة الاخيرة انفجرت بالبكاء وهي تشعر انها بأمان بيدي الله عز وجل تشعر بالخوف والرهبة منه تشعر بأنها قد قصرت في واجباتها اتجاهه كثيرا لكن عندما وضعت في مشكلة لم تجده سواه لتلجأ اليه وتطلب الرحمة و المغفرة فالصلاة هي عمود الدين وقد اعطى لها الاسلام منزلة حيث حيث تعتبر اول ما اوجبه الله في العبادات وهي اول عبادة يحاسب عليها المسلم يوم القيامة و وسيلة تصل بين العبد و خالقه لقوله تعالى ( و استعينوا بالصبر والصلاة و انها لكبيرة الا على الخاشعين ) سورة البقرة 45.

رفعت يديها لأعلى و تمتمت ببكاء :
- يارب انا عارفة اني قصرت فحقك كتير وعصيتك وعملت اللي نهيت عنه يمكن اللي حصلي كان قرصة ودن عشان انتبه لوجوده و افتكرك و افتكر تقصيري فواجباتي يارب سامحني و اغفرلي و اهديني للطريق الصحيح قويني يارب عشان ابقى بنت مسلمة بجد مش مجرد اسم و هون عليا حزني يااارب ، ظلت تدعي كثيرا حتى انتهت وللدهشة شعرت براحة شديدة و كأن كل الهموم انزاحت عن قلبها كأنها لم تكن تبكي قط منذ قليل.

ابتسمت بسعادة ثم نزعت الاسدال وصففت شعرها بعنية ثم نظرت للمرآة قائلة :
- من النهارده مفيش حزن ولا زعل على الماضي كفاية اللي خسرته انا مش هقدر اخسر حاجات تانية ، هستنى حقي يرجعلي انا واثقة ان ربنا هينتقملي منه متأكدة.

ابتسمت ثانية ثم خرجت من غرفتها لتجد والدتها تحضر الطعام ضحكت واحتضنتها بمرح :
- ازيك يا احلى مامي في الدنيا كلها.

فريدة بضحكة :
- مساء النور يا إيسو اخيرا قررتي تطلعي من اوضتك وحشتينا ياستي.

شردت أسيل قليلا ثم :
- ههههه خلاص مرحلة السبات خلصت ، فارس فين يا مامي ؟

اجابتها بتنهيدة :
- اتصل بيا وقال هيجي متأخر انتي عارفة طبيعة شغله مبيخلصش ابدا.

تذكرت أسيل تلك المرة عندما سمعت فارس يتحدث مع احداهن و يخبرها بخبه لقد كانت تعتقد بأنه يعشق سهر و انه سيكون مخلصا لحبها لكن لم يمر سوى شهر واحد واصبح يغازل فتاة اخرى ، طبعا هو رجل و الرجال لا يعرفون معنى الحب كلهم خائنين لا يوفون بوعدهم كلهم سواسية...... افاقت من شرودها و همهمت بجدية :
- مامي انا عايزة اتحجب.

انصدمت فريدة ثم نظرت اليها بذهول :
- بتتكلمي بجد !! انتي عايزة تتحجبي طب من امتى فكرتي في الحجاب و اشمعنا دلوقتي ااا.....

قاطعتها بضحكة خفيفة :
- مالك يا ماما هو انا بقولك هغير ديني عشان تتصدمي انا بقولك عايزة البس الحجاب انا فكرت بجدية فيه و اقتنعت انه جه الوقت علشان البسه ولا انتي مش فرحانة ؟

امسكت فريدة وجهها بحنان :
- انا مش عارفة اعبر عن سعادتي بقرارك بقالي زمان بحازل اقنعك فيه مكنتش عايزاكي تلبسيه خوفا من اي حد كنت عايزاكي تلبسيه عن اقتناع لانك بتحبيه و بتخافي ربك والحمد لله امنيتي اتحققت ومش ندمانة لاني اديتك حريتك الكاملة لانك مخنتيش الثقة ابدا.

تصنمت مكانها ثم اخفضت رأسها تحاول حبس دموعها عن النزول فهي خانت ثقتها و ببشاعة ايضا. 
تنهدت بعمق و اكملت حديثها مع والدتها محاولة قدر الامكان ادعاء المرح.

_____________________
بعد مرور اسبوع. 
في حفلة التخرج.

كانت القاعة مليئة بالطلاب و الاولياء و كبار الاساتذة و الدكاترة في حفلة بهيجة و جميع الطلاب سعداء بحصول كل شخص منهم على لقب " طبيب " بعد سنوات من الدراسة و الاجتهاد.

كان ليث واقفا بشموخ يتحدث مع الطلاب و يهنؤهم لمح سارة تدخل مع والدها اللواء و يقتربان منه ابتسمت سارة بسعادة :
- دكتور ليث ازيك.

ليث بابتسامة :
- انا كويس الحمد لاه الف مبروك التخرج.... اهلا سيادة اللواء.

ضحك اللواء بخفة :
- اهلا يا ليث.

سارة باستغراب :
- بابا حضرتك بتعرفه من امتى ؟

كاد يجيبها لكنه لمح احد اصدقائه فذهب اليه و ترك ليث معها..... نظرت اليه لثواني ثم هتفت بذكاء :
- يعني انت هو.

عقد حاجبيه :
- اللي هو مين ؟

ابتسمت بثقة مجيبة اياه :
- انت الذئب صح !!

لاحظت دهشته فتابعت :
- اول مرة انا شوفت واحد شبهك في مركز المخابرات لما زرت بابا بعدين بالصدفة سمعته بيتكلم مع واحد وبيقوله محدش لازم يعرف ان العميل السري اللي اسمه الذئب هو نفسه انت يا ليث ، وقتها اتصدمت وقلت يمكن تشابه اسماء بس بعد اللقاء ده تأكدت انك.... وتابعت هامسة :
- انك انت العميل السري يا ليث.

رفع احدى حاجبيه بإعجاب :
- اممم ذكية انا بحب الاذكياء اللي زيك ، بس اتمنى محدش يعرف المعلومة ديه ابدا. 
- واذا عرفو ؟
قالتها بتحدي فانخفض لمستواها هامسا :
- وقتها هنفذ العقوبة اللي بياخدها كل واحد بيسرب معلومات سرية.

رفعت عينيها اليه و شعرت بوجنتيها تتوردان من هذا القرب فابتعدت عنه بسرعة هاتفة بتلعثم :
- انا.. انا رايحة اشوف صاحباتي عن اذنك.

ركضت من امامه فقهقه ليث و فجأة تشنج وهو يرى احداهن تقترب بملامح مألوفة جدا..... انها أسيل !!

تأملها من الاعلى للاسفل كانت ترتدي بلوزة انيقة للغاية باللون البيج قصيرة من الامام لحد الركبة و طويلة من الخلف ذات حزام باللون الاسود في الوسط و بنطال اسود و طرحة سوداء ملفوفة بشكل عصري لكن تغطي كل شعرها وعنقها ووجهها خالي من الميك اب الا من الكحل و ملمع شفاه خفيف كانت تبدو جميلة بحق لكن ما فاجأه انها تحجبت و هذا ما زادها جمالا !!

اقتربت منه أسيل بخجل ملاحظة تفرسه لها وقفت امامها فقال بنبرة رجولية ساحرة :
- الحجاب هياكل منك حته طالعة حلوة اووي بيه... وكمان الف مبروك التخرج دكتورة أسيل.

ابتسمت واجابته بإيجاز :
- ميرسي ربنا يكرمك ، عن اذنك دلوقتي.

ابتعدت عنه وذهبت لصديقاتها اللواتي ما ان رأينها حتى تفاجأن بتغيرها و البعض باركن لها مثل سارة و الاخريات انتقدوها ك مرام و ندى و صديقاتها الاخريات ، بعد مرور بعض الوقت بدأ الطلاب يتسلمون الجوائز و كانت أسيل من الاوائل هي وسارة ثم بدؤوا بالتقاط الصور و معظم الفتيات سحبن ليث ليأخذ صورا معهن ثم حانت اللقطة المنتظرة عندما رمى جميع الطلاب قبعات التخرج في الهواء و هم يصرخون بحماس فهذه السنة الاخيرة التي ستجمعهم و يجب ان تكون لحظة فريدة من نوعها !!

_____________________
في مكان اخر.

تفاجأت مما يقوله و اردفت :
- ايه ؟ يعني هنتجوز رسمي ؟

تمتم بعبوس وهو يرى صدمتها :
- نور انتي مش عايزة نتجوز ؟؟

هزت رأسها بنفي بلهفة :
- لالا خالص انا مبسوطة اووي بس انت كنت فاكرة انك هتطلب مني.... احم اننا نتجوز عرفي.

ابتسم فارس مدعيا الحب :
- لا طبعا احنا هنتجوز على سنة الله ورسوله مستحيل اتجوزك عرفي انتي اغلى من كده بكتير.... يلا قسيمة الجواز جاهزة مش ناقص غير انك تمضي عليها يلا تعالي.

اومأت ببطئ و الخوف يسيطر عليها لكن ما فكرت به ان اهلها لا يهتمون بسعادتها التي تتمثل في فارس اذا ستأخذ قرارا بنفسها لأول مرة !!

بعد مدة كانت توقع على قسيمة الجواز ابتسم فارس ووقع هو ايضا و اعطى القسبمة لصديقه وليد ثم استدار لنور بحب :
- احنا دلوقتي متجوزين رسمي.... مبروك يا عروس.

ابتسمت بسعادة و احتضنته بقوة و اخءت تعبر له عن حبها بينما هو يبتسم بخبث ويحدث نفسه :
- الضربة القاضية...... دلوقتي بتأسفلك مقدما على عمرك اللي هيضيع......
_____________________،
ستووووب انتهى البارت
رايكم بكل مشهد ؟
توقعاتكم ؟


شاركة قصص الموقع لتدعيمنا وشكرا واعمل اعجاب بالصفحه لمتابعة المزيد 

صفحتنا علي الفيسبوك  دقة قلب -DAQIT ALB

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سامبوك

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ عن التركيز على الشكل الخارجي للنص أو شكل توضع الفقرات في.الصفحة التي يقرأها. ولذلك يتم استخدام طريقة لوريم إيبسوم لأنها تعطي توزيعاَ طبيعياَ -إلى حد ما- للأحرف عوضاً عن استخدام "هنا يوجد محتوى نصي، هنا يوجد محتوى نصي" فتجعلها تبدو (أي الأحرف) وكأنها نص مقروء




تعليقات

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *